مشكلة الغضب يعتبر الغضب من أسوأ السلبيّات الموجودة عند نسبة كبيرة من الناس، وله آثار سلبيّة كثيرة على الفرد، فالغضب يُفوِّت على الإنسان الفرص الحياتيّة النافعة، ويُدمِّر علاقته مع الآخرين، ويجعله غير قادر على تلمُّس مواطن الجمال، ويبعد الصواب والرشد والحكمة عن عقله، لذلك يسعى الذين يعانون من هذه المشلكة إلى التخلص منها والتغلب عليها، وفيما يأتي نذكر بعض أبرز الوسائل المساعِدة على ذلك.
كيفيّة التغلب على الغضب - يجب على الإنسان الذي يتصف بالغضب إدراك أنّ الغضب هو أساس الشّرور التي تصيبه، وأنّه سبيل من سبل انحطاطه من الناحية الخُلُقيَّة، وأنّه يجب عليه تركه لما لذلك من آثار إيجابيّة ستنعكس عليه، وعلى حياته بشكل عام وربما على من حوله أيضاً.
- الاهتمام بتزكية النفس وتطهيرها؛ ويكون ذلك بإيلاء العناية القصوى بالنواحي الروحانيّة التي تسمو بالإنسان وتهذّب النفس.
- ممارسة الأنشطة المختلفة التي تُفرِّغ طاقة الإنسان، وتملأ أوقات فراغه، وتُقَدِّم له الفوائد الجسديّة والعقليّة في الآن ذاته؛ لأنّ وجود الطاقة مع وقت الفراغ قد يؤدي إلى نتائج خطيرة لا تُحمَد عقباها على كافة المستويات والأصعدة.
- التدرب على التحكّم بالنفس قدر المستطاع؛ خاصة عند مواجهة المواقف الاستفزازيّة التي قد يتعمّد البعض افتعالها.
- الحصول على قسط وافر من الراحة، والنوم، والاستجمام؛ فالإرهاق الشديد، والضغوطات الحياتيّة المختلفة قد تخلق حالة من التوتر والغضب غير المبررين لدى الإنسان، ممّا قد يسبب آثاراً سلبيّة خطيرة جداً.
- مراعاة ظروف الناس وأحوالهم؛ فالله سبحانه وتعالى عندما خلق الناس لم يخلقهم كلهم على الهيئة ذاتها، ولم يودع فيهم الصفات، والملكات، والقدرات نفسها، ومن هنا فإنّ وعي الإنسان بمثل هذه الحقائق يجعله أكثر صبراً على الآخرين وأقلَّ غضباً منهم.
- إدراك حقيقة أنّ سوء تعامل الآخرين في كثير من الأحيان قد يكون غير مقصود، فهذا يريح الإنسان ويجعله لا يُلقي بالاً لكثير من التصرفات السيّئة من حوله.
- تغيير وضعيّة الجسد عند الغضب؛ فإذا كان الشخص جالساً فليقف، وإذا كان واقفاً فليجلس؛ إذ إنّ تغيير المكان أثناء الغضب، والذهاب إلى مكان آخر يقلّل بشكل كبير من حدّة الغضب، كما أنّه يهدئ النفس.
- يجب على الإنسان الذي يتصف بالغضب التزام الصمت عند الغضب، وعدم التفوّه بأيّ كلمة مهما كانت صغيرة؛ إذ إنّ كلّ كلمة قد تؤدي إلى زيادة حالة الغضب، والتوتر بين أطراف النّزاع.
- يمكن لكل من يعاني من مشكلة الغضب أن يستعين بالأشخاص المقربين منه، الذين يهتمون بأمره، ويعتنون به، حيث يمتلك مثل هؤلاء قدرة كبيرة على مساعدته على التخلص من هذه المشكلة وغيرها، وذلك باتباع العديد من الوسائل؛ كتهدئته إذا ما تعرض إلى موقف مستفز، وتنبيهه إلى كل ما قد يغفل عنه، والذي من شأنه زيادة هذه الحالة العنيفة لديه.